
طلابي: لا نهضة شاملة بدون صفوة عالمة وعاملة
قال امحمد طلابي، المفكر المغربي، إنه لا نهضة شاملة بدون صفوة عالمة وعاملة، معتبرا أن هذه سنة من سنن حركة التاريخ البشري في الماضي، وأنه ما كان لنا أن نقود العالم في العصر الوسيط لأكثر من 8 قرون من الزمان، لولا النواة الأولى التي تشكلت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
اعتبر طلابي، في كلمة له خلال فعاليات الملتقى الوطني السابع عشر لشبيبة حزب العدالة والتنمية، والمنظم تحت شعار: “نضال ديمقراطي مستمر من أجل مواصلة الإصلاح وتحقيق التنمية”، بمراكش، أن أبا بكر وعمر وعلي من كبار الصف الأول من الصحابة، الذين كانوا يمثلون المثقف الإستراتيجي للعصر، مردفا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نجح من خلال الوحي ومن خلال البصيرة بالأسباب أن يشكل صفوة مثقفة واعية بروح الوحي واوعية بروح العصر.
وأشار طلابي، إلى أن هذا مكنها من وضع رسالة النهوض الحضاري التي انطلقت مع الهجرة وتحولت إلى أمة عابرة للشعوب من حدود الصين إلى حدود الأندلس وأيضا وطن عابر للقوميات والأقاليم من حدود الصين إلى حدود الأندلس، وبناء بنيان حضاري راشد.
“لو لم تتشكل الصفوة المتبصرة”، يضيف المتحدث، ماكان لنا أن نقود العالم ونحقق الشهود الحضاري الأول في العصر الوسيط هذه سنة من سنن حركة التاريخ البشري، ونفس الشيء يمكن أن يقال عن حضارة الغرب اليوم القائدة للعالم، ما كان لها أن تتشكل لو لم تتشكل صفوة مثقفة امتلكت رسالة النهوض الحضاري للغرب في العصر الحديث، بدأت مع الحركة الإنسية في القرن 16 ثم مع الفلسفة الكلاسيكية في القرن 19 ثم مع الأدب الروسي في القرن 19.
وأكد طلابي أنه إن لم نمتلك صفوة مبصرة راشدة فلا إصلاح ولا إمكانية لنهوض أمتنا من الأمم، مردفا: “ومن هنا من أحد قواعد المنهج أن نمتلك صفوة مثقفة قادرة على إنتاج رسالة للنهوض الحضاري مبصرة وراشدة وقابلة للتنزيل في مقبل السنوات أو العقود أو خلال هذا القرن”.