قال الدكتور محمد الشنقيطي أن طوفان الأقصى ردة فعل طبيعية وشرعية من شعب يعيش تحت وطأة الاحتلال منذ عقود من الزمن، وأنه يمثل حدثا استراتيجيا غير معالم العالم، مشددا على أن حروب التحرير لا سقف لها ولا ثمن، فهي حروب وجودية لا مجرد صراعات حدودية.
وعرج أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر في مداخلته في المحاضرة الأولى من فعاليات الملتقى الوطني التاسع عشر لشبيبة العدالة والتنمية الذي شهدته مدينة بوزنيقة بين السابع عشر والحادي والعشرين من شتنبر الجاري، على الآثار الكبرى لطوفان الأقصى وأجملها في:
تغيير المجتمع العميق في الغرب، وتغيير نظرته للقضية الفلسطينية ومعالجة حالة الضعف والهوان في المجتمعات الإسلامية، كون أساس بقاء المشروع الصهيوني ليس قوة ذاتية، وليس عمقا ديموغرافيا أو تاريخيا فهو يتغذى على الضعف والخور المحيط بالمجتمع الإسلامي.
هزُّ البيئة الاستراتيجية المحيطة بفلسطين وتمهيد الطريق لسقوط أحد أكبر الأنظمة المتواطئة مع إسرائيل، حيث كانت سوريا مكبلة لأكثر من خمسين عاما بنظام طائفي، فطوفان الأقصى حرر سوريا وبنى فضاء استراتيجيا (سوريا/تركيا) حيث كُسر محور لبنان طهران وأُنشئ محور تركيا الجولان.
واختتم الدكتور المختار الشنقيطي مداخلته في المحاضرة ذات عنوان “الآثار الكبرى لطوفان الأقصى” بالتأكيد على أن طوفان الأقصى شحن البركان الخامد لمنطقتنا، التي جعلت حركة الشعوب تتفجر من جديد، مرجحا أن تكون الموجات القادمة من الثورات أكثر وعيا وأقل سلمية. كما دعا الحكام إلى التصالح مع شعوبهم بما يخدم الشعوب والأوطان، والتعامل مع الموجة القادمة بحكمة لا بعناد.
