إسماعيل حمودي: جيل زد قوة رقمية هجينة تنقل النضال من الشارع إلى الفضاء الافتراضي
اعتبر الدكتور إسماعيل حمودي، خلال ندوة بعنوان “الديناميات الاحتجاجية بالمغرب بين شباب 20 فبراير وجيل Z” على هامش أشغال المنتدى السياسي الثامن لشبيبة العدالة والتنمية المنظمة بالمحمدية، أن جيل زد يمثل قوة رقمية هجينة تجمع بين الفعل الافتراضي والحضور الواقعي، حيث نقل هذا الجيل نضاله من ساحات الشارع إلى منصات رقمية جديدة مثل “ديسكورد”، في امتداد طبيعي لمسار بدأته حركة 20 فبراير التي انطلقت من فضاء “فيسبوك”.
وأوضح إسماعيل حمودي أن جيل زد هو جيل وُلد في أحضان الثورة الرقمية، بينما كان جيل حركة 20 فبراير جيلاً سياسياً يسعى إلى التغيير الدستوري والإصلاح المؤسساتي، مبرزاً أن الجيل الجديد يتميز بكونه عابراً للإيديولوجيات، لا يحمل إطاراً فكرياً أو حزبياً محدداً، بل يتحرك بمنطق عابر للحدود والقارات، ما يعكس طبيعته العالمية وسرعة انتشاره.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن سنة 2022 شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في احتجاجات جيل زد بنسبة بلغت 42%، في حين يرى 70% من أفراد هذا الجيل أن الفساد واللامساواة يشكلان تهديداً مباشراً لهم، وهو ما يعكس وعياً متزايداً بضرورة الإصلاح، رغم غياب التنظيمات المؤطرة أو البدائل السياسية الواضحة.
وختم بالتنبيه إلى أن جيل زد يتميز بسرعة التعبئة والتنفيذ لكنه يفتقر إلى الذاكرة المؤسساتية والامتداد السياسي، ما يجعله عرضة للتشتت أو الانطفاء السريع، داعياً إلى استثمار هذه الطاقة الشبابية في مسار إصلاحي واعٍ، يستفيد من التجارب السابقة ويحوّل الغضب الرقمي إلى تغيير سياسي واقعي ومستدام.