أكد ياسين العشاري، عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية وباحث في علم الاجتماع، أن ما يعرف بـ”حراك جيل Z” يمثل تعبيرًا عن وعي جماعي جديد وتحول ثقافي عميق داخل المجتمع المغربي، مشددا على أن هذه الدينامية الشبابية لم تأتِ من فراغ، بل من تراكمات اجتماعية وسياسية حذر منها الفاعلون منذ سنوات.

العشاري الذي كان يتحدث خلال مائدة مستديرة نظمتها شبيبة الحزب بإقليم عين السبع الحي المحمدي، السبت 18 أكتوبر 2025، تحت عنوان “حراك جيل Z.. هل هو بداية وعي سياسي جديد؟”، أوضح أن مقاربته جاءت من زاويتين: الأولى سياسية باعتباره فاعلا حزبيا، والثانية سوسيولوجية باعتباره باحثا في علم الاجتماع.

وأشار إلى أن هذا الجيل يمثل فاعلاً احتجاجيًا جديدًا، يشتغل وفق آليات مغايرة، مستفيدًا من الفضاء الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة للتعبير الجماعي والتنظيم غير التقليدي.
وأضاف أن مقاربة الحركات الاحتجاجية تقتضي الحياد العلمي لفهمها قبل الحكم عليها، موضحًا أن الحراك الحالي ليس مجرد بداية وعي سياسي، بل هو امتداد لوعي كان في طور التكوين وعبّر عن نفسه في لحظة انفجار اجتماعي واضحة.

وحسب العشاري، فإن “جيل Z” يتميز بخصائص نفسية وفكرية مختلفة عن الأجيال السابقة، حيث تشكل وعيه في ظل الثقافة الرقمية، وأصبح يتفاعل بسرعة مع الأحداث، ويتبنى خطابًا قيميًا يرتكز على مفاهيم مثل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

وأضاف المتحدث أن هذا الجيل غير مؤطر حزبياً أو نقابياً، لكنه يتمتع بقدرة تنظيمية رقمية عالية، مما يجعله فاعلاً جديدًا في المشهد الاحتجاجي الوطني، موضحًا أن غياب القيادات التقليدية لا يعني غياب التنظيم، بل هو شكل آخر من أشكال التنسيق الذكي.

وختم العشاري بأن الحراك الحالي يمكن اعتباره في مرحلة مخاض، بين أن يتحول إلى حركة اجتماعية مستدامة أو أن يكتفي بترسيخ بعض المكتسبات كما حدث مع حركة 20 فبراير، مؤكداً أن التحولات التي يشهدها المغرب اليوم تعكس بداية وعي جديد لدى الشباب قد يعيد صياغة العلاقة بين المواطن والدولة.