أشار الدكتور إدريس الأزمي في كلمته خلال الملتقى الوطني التاسع عشر لشبيبة العدالة والتنمية تحت شعار ” تعزيز المشاركة السياسية للشباب، شباب مشارك.. شباب فاعل” على أن ما يتعرض له الحزب ليس مجرد تضييق سياسي عابر، بل هو محاولة ممنهجة لتصفيته سياسياً، غير أن هذه المحاولات لن تنجح أمام حزب متجذّر في المجتمع، يمتلك شبيبة قوية، متجددة، ومنفتحة على مختلف الفئات والشرائح. هذه الشبيبة، كما يقول، هي صمّام الأمان ورافعة الاستمرار، لأنها تنطلق من مرجعية إسلامية أصيلة، تجعل الانحياز لقضايا الوطن والأمة واجباً، وتجعل من الالتزام بالثوابت الوطنية والمبادئ الجامعة أساساً لا نقاش فيه.
وأضاف نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية خلال ندوة “حزب العدالة والتنمية وسؤال المستقبل” أن الصهيونية ليست سوى فكرة موبوءة مدمّرة، وأن المقاربة النيوليبرالية السائدة عالمياً تنظر إلى الشعوب باحتقار وتسعى للهيمنة عليها عبر آليات اقتصادية ومالية تقوّض العدالة الاجتماعية وتعمّق الفوارق الطبقية. غير أن مواجهة هذه التحديات لا تكون بالشعارات الجوفاء، بل عبر بناء مشروع سياسي راسخ يربط بين المرجعية الإسلامية والديمقراطية والعمل المؤسساتي، بما يضمن للمغاربة الإحساس بالانتماء لوطن عادل ومتوازن.
كما أكد أن استهداف العدالة والتنمية، مهما اشتد، لن يؤدي إلى تراجعه أو انزوائه، بل قد يكون دافعاً لمزيد من الالتصاق بالمجتمع والانفتاح على قضاياه الحقيقية. فالمطلوب، برأيه، ليس اختزال السياسة في قرارات تنفيذية فوقية تفقد المصداقية، وإنما جعل الحكومة فضاءً فعلياً للفعل السياسي المسؤول، القادر على تنزيل الإصلاحات وتكريس العدالة الاجتماعية على الأرض.
واختتم بالتأكيد أن خيار الحزب هو الاستقرار المرتكز على العدالة الاجتماعية والإصلاح العميق، معتبراً أن المرجعية الإسلامية، والديمقراطية، والعمل المؤسساتي هم أسس جامعة للمغاربة جميعاً، ومن خلالها وحدها يمكن استعادة ثقة المواطنين وإعادة بناء المصداقية السياسية التي فقدتها الحكومة الحالية.