البريد الإلكتروني :

infojjd1@gmail.com

 عادل الصغير: وقف الحرب في غزة انتصار للمقاومة وفشل للكيان الصهيوني وحُلفائه

عادل الصغير: وقف الحرب في غزة انتصار للمقاومة وفشل للكيان الصهيوني وحُلفائه

بعد توقف الحرب المدمّرة على غزة، وما خلّفته من مآسٍ إنسانية وجراح عميقة في الوعي العربي والإسلامي، تتجدّد الأسئلة حول المواقف السياسية، والأدوار الممكنة أمام الفاعلين الشباب في مواجهة هذه المرحلة المفصلية من تاريخ القضية الفلسطينية.

وفي هذا الإطار، أجرى موقع شبيبة العدالة والتنمية حواراً مع الأخ الكاتب الوطني عادل الصغير، الذي قدّم قراءة شاملة في خلفيات وقف الحرب، وتداعياتها على المشهد الإقليمي، ورؤية الشبيبة لدور الشباب المغربي في دعم صمود الفلسطينيين، مؤكدًا على مركزية الوعي والتعبئة المستمرة في الدفاع عن قضايا الأمة.

كيف تقيّمون التطورات الأخيرة بعد إعلان وقف الحرب في غزة، وما أبرز الدروس المستخلصة من هذه المرحلة؟

هي مناسبة لتهنئة الشعب الفلسطيني البطل وخاصة في قطاع غزة، الذي استرخص الأرواح والدماء وفلذات الأكباد والممتلكات في سبيل الدفاع عن كرامته وكرامة الأمة الإسلامية، فتحية عالية له على ثباته، وعلى التفافه حول مقاومته، وعلى صموده الأسطوري على أرضه في مواجهة تحالف عالمي تواطأ على تهجيره من أرضه، بالقتل والتجويع والحصار.

وتحية واجبة للمقاومة الفلسطينية البطلة وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام ولمجاهديها البواسل الذين خاضوا معارك الشرف على أرض العزة، وهزموا بفضل الله ومعيته الكيان الإرهابي المجرم بكل إمكانياته ومن ورائه تحالف دولي مجرم سخر كل ما يملك من أسلحة فتاكة وأجهزة مخابراتية.

واليوم هاهو العدو الصهيوني المدجج بالسلاح والدعم السياسي لم يستطع تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة مع قراراه إعلان الحرب على قطاع غزة، فقد أعلن أنه يدخلها لتحرير الأسرى ولم يستطع تحريرهم إلا من خلال المفاوضات كما اشترطت المقاومة، وقد أعلن العدو أن هدفه القضاء على المقاومة وهاهي تكبده الخسائر وتفاوض دفاعا عن شعبها مرفوعة الرأس، وقد أعلنت المقاومة هدفها في وقف الحرب وانسحاب العدو من غزة وتبادل الأسرى وهاهو يحدث اليوم، رغم التضحيات الجسام التي بذلها الشعب الفلسطيني ومقاومته.

أما الدرس الأساسي المستخلص اليوم فهو أن إحلال السلام والاستقرار والأمن لدول المنطقة وشعوبها مرتبط حديا بزوال هذا الكيان الغاصب وتحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر، وأن استعادة كرامة الأمة رهينة بدعم المقاومة البطلة احتضانها رسميا وشعبيا والاصطفاف إلى جانبها ودعمها كل حسب سلطته واستطاعته.

ما أبرز مساهمات شبيبة العدالة والتنمية بعد طوفان الأقصى، وكيف تقيمون تفاعل الشارع المغربي مع الأحداث منذ بداية الحرب؟

شبيبة العدالة والتنمية هي جزء من هذا الشعب المغربي العظيم المصطف إلى جانب الشعب المغربي ومقاومته، وجزء من الدينامية الشعبية التي انطلقت منذ بداية الطفوان في مختلف المحطات والفعاليات تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة، ودفاعا عن المقدسات، واستنكارا للصمت الدولي والعربي والإسلامي، ونضالا من أجل إسقاط كل اتفاقيات التطبيع تجمع بلادنا مع الكيان المجرم.

ومع انخراط هيئاتها ومناضليها في الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في مخلف تجلياتها، من وقفات ومسيرات وحملات مقاطعة وتنظيم الأنشطة الفكرية والتواصلية، أطلقت الشبيبة العدالة والتنمية مباشرة بعد بداية الحرب الصهيونية حملة وطنية ممتدة في الزمن “لنصرة الأقصى وتعميق الوعي بالقضية الفلسطينية” بهدف تعزيز حالة التضامن الإنساني مع القضية الفلسطينية بتعميق الوعي بمختلف أبعاد القضية والصراع حول المسجد الأقصى.

كيف ترون مواقف الدول العربية والمجتمع الدولي من الحرب ووقفها، وما انعكاسات ذلك على مستقبل القضية الفلسطينية؟

أنا مؤمن أن الكيان المجرم هو غدة سرطانية زرعها الاستعمار الغربي في المنطقة، ولهذا كان من الطبيعي أن تنخرط الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية في دعم وإسناد أطروحة الاحتلال وترويج سرديته، ومواصلة دعمه عسكريا وسياسيا وإعلاميا في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها في غزة، غير أن مواقف الدول العربية والإسلامية كان مخزيا لأنه في الوقت الذي كان فيه الغرب يجزل المدد للكيان المجرم (قبل ان تحدث بعض المتغيرات بفعل الضغط الشعبي) كان دولنا العربية والإسلامية بين متواطئ وعاجز وصامت، ولم ينتبهوا إلا والكيان يخترق الأجواء ويقصف عاصمة دولة قطر، ثم خرج مسؤولوه يهددون باقي دول المنطقة، لكن مع ذلك فأعتقد أن أهم نتيجة لهذا الخذلان الرسمي للشعب الفلسطيني في غزة هو هذا مسألة اتساع الهوة بين الشعوب والأنظمة، وانخفاض منسوب الثقة في مؤسسات الدول، وما يمكن أن يترتب عن تراكم الغضب والحنق في نفوس الشعوب بفعل شعورها بالعجز والخلان أمام مشاهد الإبادة الجماعية، والقتل والتهجير والتجويع، واستهداف المساجد، وتدنيس المسجد الأقصى.

اليوم طوفان الأقصى أحيى القضية الفلسطينية ومركزيتها في وجدان الشعوب وأجندات الدول العربية والإسلامية ومختلف بقاع العالم، غير ان المتغير اليوم فهو هذا الوعي العالمي المتزايد بحقوق الشعب الفلسطيني، وهو سقوط السردية الصهيونية التي هينت في الدول الغربية لسنوات، حتى أصبح الكيان منبوذا وسط شعوب الدول الغربية، وبل وسط فئات واسعة من الشعب الأمريكي، وهو ما اثر على مواقف وقرارات عدد من الدول، كما ينتظر أن تكون له آثار إيجابية كبيرة متزايدة ومتراكمة على القضية الفلسطينية في المستقبل على المدى القريب والمتوسط والبعيد بإذن الله.

ما الرسالة التي تودون توجيهها للشباب المغربي في ظل تحولات ما بعد طوفان الأقصى؟

رسالتي للشباب المغربي هو أولا رسالة اعتزاز بيقظتهم وانتباههم بعد فضل الله، بفضل طوفان الأقصى، فاختاروا أنهم الاصطفاف إلى جانب الحق، وضد الظلم، رغم كل محاولات تزييف وعيهم والتلاعب بقناعاتهم.

ورسالتي لهم بالمزيد من اليقظة والوعي والانخراط في مواجهة المخططات التي تستهدف تطبيع المجتمع المغربي مع هذا الكيان المجرم، وخاصة الشباب، عبر عدة مداخل تحاول كلها تغيير نظرة المغاربة للكيان الإرهابي من عدو إلى صديق.

يجب أن نستمر كشباب مغربي في حمل مشعل أجدادنا الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم من أجل الحق، حتى أصبحنا اليوم نعتز بأنا لنا في القدس أوقافا وحارة وباب، حارة المغاربة، وباب المغاربة.

ويجب أن نستمر في استحضار بطولاتهم وتضحياتهم من أجل المقدسات، منذ أولئك الذين انطلقوا برا وبحرا من أجل فتح بيت المقدس إلى جانب صلاح الدين الأيوبي، وشهداءنا المجاهدين من الجنود الذين ضحوا بأنفسهم وهم يواجهون الكيان المحتل في الجولان، وأن نستذكر المجاهدين والمقاومين الذي حملوا هم القضية الفلسطينية وعلى رأسهم محمد عبد الكريم الخطابي، وعلال الفاسي، وعبد الكريم الخطيب، والهاشمي الطود وغيرهم الكثير من المغاربة الذي حملوا القضية الفلسطينية حملهم لقضايا الوطن من استقلال واستكمال للوحدة الترابية ونضال من أجل الديمقراطية والتنمية.