قال رضا بوكمازي، نائب الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، إن الاحتجاجات الشبابية الحالية تعكس نتيجة طبيعية لتراكم إخفاقات الحكومة في عدة مجالات، مشيرًا إلى أن الالتزامات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية لم تنفذها كما وعدت بذلك، بما في ذلك خلق مليون منصب شغل، حيث لم تحافظ الحكومة حتى على المناصب القائمة فعليا.
وأوضح بوكمازي الذي حل ضيفا على برنامج “نكونو واضحين”، أمس الأحد 5 أكتوبر الجاري، أن سياسة الحماية الاجتماعية شهدت إخفاقات أيضا، إذ حرِم عدد من مستفيدي “راميد” من الاستفادة من العلاجات والخدمات الصحية ودفعتهم هذه الحكومة “لأمو تضامن حيث يجب أن يؤدي أولا ثم بعد ذلك يتم استشفاءه”، كما أشار إلى حرمان 8 مليون مغربي من التغطية الصحية.
وانتقد نائب الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، تدخلات الحكومة في مكافحة الفساد، مؤكدًا أن هذه الحكومة ساهمت في حماية الفساد عبر سحب مشروع قانون تجريم “الإثراء غير المشروع” من البرلمان، والتمكين للفساد عبر سطوته على القرار العمومي.
واعتبر أن صرخة الشباب وعدد من المناطق هي نتيجة تراكم إخفاقات هذه الحكومة، وأشار إلى احتجاجات أيت بوكماز وغيرها من المناطق “حيث للأسف الحكومة لم تسطع أن تتدخل بشكل استباقي لمعالجتها ولم تتفاعل معها بالشكل المطلوب وهو ما زاد من شعور الشباب بالإحباط والاستياء”، يقول بوكمازي.
وشدد على أنه لا يجب التعامل مع احتجاجات الشباب على أنها “أصوات غير جادة”، بل باعتبارها صرخة من أجل الوطن ويجب أن نتلقاها بالشكل المطلوب وأن نتفاعل معها بالشكل المطلوب.
وتابع “اليوم هناك إشكال قرارات أخذتها الحكومة”، وقال إن موضوع الصحة ليس موضوع ميزانية وإنما قرار سياسي اتخذته هذه الحكومة، حيث قتلت المستشفى العمومي من أجل تقوية المستشفى الخاص ومنحت 9 مليار ونصف للضمان الاجتماعي من أجل تقوية المستشفيات الخاصة.
واعتبر أن هذا النوع من التدبير هو نتيجة طبيعية لمخرجات انتخابات 8 شتنبر، “حيث أصبحنا أمام مسؤولين حكوميين وترابيين أنتجتهم 8 شتنبر همهم الأساسي هو المصلحة الخاصة، لأن سطوة المال على القرار العمومي جعلت عوض الاهتمام بالاحتياجات التقليدية للمواطنين أصبحوا يهتمون بالمصلحة الخاصة”، مستشهدا بالفراقشية الذين استفادوا من دعم الدولة دون أن ينعكس ذلك على أسعار لحوم الأبقار والأغنام.